الكويت | منطق الياسمين في رسائل الوافدين
مرور سريع على التعليقات التي تكتب في جريدة «الراي» الغراء التي يتمتع بها القراء، ستجد أن بين طياتها رسائل يكتبها الإخوة الوافدون (كلمة الوافدين لوصف حالة قانونية وليست حالة إنسانية فكلنا من آدم وآدم من تراب) وقد قررت عزيزي القارئ أن أنقل لك بعض هذه الرسائل، لعل وعسى أن يراعي الخطاب الإعلامي مشاعر الناس، خصوصاً عناوين مثل (تفنيش وافدين وتعيين كويتيين)! ونحن نعلم أن للكويتي الأولوية في بلده كما للوافد الأولوية في بلده أيضاً، ولكن مثل هذه العناوين تفتقد للحكمة ولا تحل إشكالا بقدر ما تخلق مشاكل، خصوصاً أنه في السنتين الماضيتين احتل عناوين الإعلام ما يتعلق بالوافدين وقوانين ترحيلهم أكثر مما يتعلق بالمواطنين وقوانين استقرارهم !
***
تقول دلال:
الكويت لا اعتبرها بلدي الثاني بل هي بلدي الذي اعشقه وولدت فيه وكبرت وعاش اهلي فيه اكثر من خمسين سنة، ويوجد الكثير من المقيمين الذين ولدوا وعاشوا حياتهم على ارض الكويت، فاتمنى أن يؤخذ بعين الاعتبار العمر الذي عشناه في بلدنا الكويت ولا نستطيع ان نعيش في اي بلد ثان غيرها، فعلا لا نستطيع واتمنى ان يؤخذ بعين الاعتبار متوسط الرواتب التي نأخذها والا تكون زيادات الرسوم فوق طاقتنا، فنحن من ولدنا على هذه الارض الطيبة ابناؤكم والكويت هي امنا فليحفظها الله لنا.
ويقول محمد:
الحمدلله لأننا من مواليد الكويت، فقد أحببنا هذه الأرض حبا جما، وحتى أثناء الغزو العراقي كنا نحاول رفع معنوية أصدقائنا الكويتيين، لأننا أكلنا من مائدة واحدة، وكانت المحبة بيننا أقوى من الغزو، إنه القلب المحفور بحب أرض خيرة.
ويقول منادي:
اصبحنا نحس بوحشة المكان وضيق العيش بسبب التهجم علينا في وسائل الاعلام والتواصل، ونعرف أن هناك من بيننا نحن الوافدين - شاذين ومجرمين، وعديمي الاخلاق، لكنها نسبة لا تذكر وقليلة، وعندما يأتي التعميم فهنا يكون الخطأ، وتزيد الوحشة، ويدفع بعض المضطربين للتوحش وانكار الجميل لهذا البلد المعطاء الخير.
وتقول إسراء:
أقسم لك بالله ان الكويت تجري في عروقي ودمي، فانا ولدت في الكويت وتعلمت فيها وعملت فيها، لعلي ارد لها الجميل واشعر بالحزن عندما اتصفح الجرائد «وكل يوم الوافدون الوافدون الوافدون، وهناك كلمات قاسية علينا تشعرني ان عمري وعملي وكفاحي واجتهادي في كل لحظة اعتبرت فيها الكويت وطني تذهب هباء الريح».
***
إن ما أتمناه هو أن تنسق وزارة الإعلام مع وزارة الداخلية وغيرها من الوزارات التي تصدر بيانات تتعلق بالوافدين، لكي يتفقوا على هوية إعلامية مشتركة بحيث تراعي مشاعر الناس وكرامتهم، وتقدم صورة مشرفة للكويت في عيون الآخرين، فالكويت ليست مركزا ماليا فقط بل هي مركز إنساني أيضاً.
ولي صديق دائما يردح لي ردحا يسمعه المصلي في المسجد الأقصى ويقول (يا خي الوافدين زحموا البلد والشوارع والمستشفيات والوظائف)، فأرد عليه قائلاً (أريد أن أوجه نظر سيادتك أن البلد والشوارع والمستشفيات والوظائف مسؤولية الحكومة، وأن من يدير البلد هو (بوصالح وبوجاسم وبوسعود) وليس (بو مدحت وبو حمزة وبو ميشيل) لذلك علينا أن نوجه عبوس الوجه والانتقاد للمسؤولين عما وصلت إليه الكويت اليوم، وليس لمن جاؤوا إلى الكويت حيث سيعيشون ويتأقلمون على حسب الشكل المرسوم لهم).
ولذلك فإن رسالة علاء الدين الوافد الأخير كانت ( وماذا نفعل اذا؟ ما الطريق الذي يجب ان نسلكه؟).
كلنا لدينا طموح وآمال، ولكن فقط نحتاج الى مفتاح الطريق لكي نعرف اي طريق نسلكه.
قصة قصيرة:
فتاة ريفية، تحولت منطقتها في الآونة الأخيرة لمجمع سياحي يفد إليه المئات يومياً، وأثناء بيعها للغرباء لاحظت شيئاً خطيرا... إنهم لا يختلفون عن جيرانها كثيراً... والفرق في الملابس فقط.
الراي - محمد ناصر العطوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق