السبت، 28 مايو 2016

كيف ننظر للبدون؟

كيف ننظر للبدون؟ بقلم :محمد ناصر العطوان


| محمد ناصر العطوان |
هذه رسالة وصلتني من قارئ مثلك عزيزي القارئ، وهي سطور ربما تغنيني وتغنيك وتوفر علينا الوقت والجهد في التنظير حول قضية إخواننا (البدون)، وربما توفر على الدولة مبالغ طائلة من باب أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو في الواقع تقليل أضرار وزيادة فعالية، كما أنها من الممكن أن تخرجنا من مأزق ملف حقوق الإنسان الذي يقول اننا نتعامل مع الآخر وفق سياسة إما (أوديك ورا الشمس) للذي لا يملك الوجاهة،أو (أوديك جزر القمر) للذي لا يملك الجنسية. وهي رسالة وصلتني من قارئ أثق في مشاعره تعليقاً على مقالي السابق الذي كان بعنوان (شوي شوي على الوافدين) وتقول الرسالة:( ‏مساء الورد ياريت مكمل مقالك اليوم بجملة بسيطة وهي توظيف شباب البدون بدل الوافدين المنتهية خدماتهم، على الاقل تتم المساهمة في حل جزء من المشكلة من الجانب الانساني.
نحن لا نقبل بإنهاء أو قطع رزق اي موظف أيا كانت جنسيته لمجرد التقشف، لان وجود الكم الهائل من الوافدين تتحمله الحكومة بقبولها السماح لاصحاب الكروش (المليانة على الاخر) بجلبهم من بلدانهم، والسماح لأنفسهم بتهميش الكم الهائل من شباب البدون لمجرد تصور من شخص أنه يجب التضييق على المساكين بحجة أنهم قد يخربون النسيج الاجتماعي للمجتمع الكويتي.
ليس لي الحق في إبداء الرأي لأنني أعلم علم اليقين أنه غير مهم ولكن هي أمان اتمنى ان تتحقق فأنا اعيش الألم بمشاهدة الشباب (البدون) يتسكع على المقاهي والدواوين، ألم يحن الوقت لننفض الغبار عن هؤلاء الشباب؟ هل نحن (كبدون) قدمنا من كوكب آخر بحيث اننا لانعرف أن نقرأ ونكتب ونفكر؟ هل نحن مختلفون أو مختلون؟
أنا لا أسأل عن جنسية او جواز والله مو على بالي أبدا، ولكني أسأل عن كرامة إنسان بالعمل والزواج والحياة الكريمة.
تحياتي استاذي الفاضل.
اللهم احفظ الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه.
***
عندما كنت صغيرا علمتني أمي رحمها الله أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، وعندما كبرت علمتني الحكومة أنه لا فرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالواسطة.
وبما أننا لا نستطيع أن ننظر للبدون من خلال (التقوى) لأن تجار الدين أفسدوا المعيار، ولا نستطيع أن ننظر لهم بمعيار (الواسطة) لأنها أداة قياس لا تليق بدولة تحترم نفسها وتحترم شعبها، فنستطيع أن ننظر للبدون بمعيار آخر وهو (طاقة شبابية مستثمرة).
ومن المهم أيضاً ألا ننظر للبدون على أنهم مجرمون حتى لو مارس بعضهم الجريمة، كما أنه علينا ألا ننظر إليهم على أنهم ضحايا حتى لو كان بعضهم ضحايا بالفعل، ولكن يمكننا أن ننظر إليهم على أنهم إمكانية يمكن استثمارها والعمل على دفعها للامام من خلال الاستغلال الأمثل لهم كمورد بشري في دولة تضطر إلى استيراد الأيادي العاملة والعقول المفكرة من الخارج. وأنا هنا لا أتكلم عن تجنيس أو غيره، فكما قال صديقي القارئ (رأيي غير مهم) فأنا أعلم أنني ككاتب أيضاً (رأيي غير مهم) ولكنه اقتراح ناجح جدا يحفظ للناس كراماتهم...كأناس بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى.
سؤال للقراء:
ما هو تعريف الوطن من وجهة نظرك؟
الوطن أكبر من أن يحويه كتاب، أو مقال... إنما هي مقاربات أو توجهات.
كاتب كويتي
@moh1alatwan.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Search