الأربعاء، 25 مايو 2016

شوي شوي على الوافدين!

شوي شوي على الوافدين!

26 مايو، 2016
عزيزي القارئ، عليك أن تقرأ المقال بسرعة قبل أن أصاب بنوبة سعال لا ترحم حنجرتي أو قفصي الصدري، لأنني أكتب المقال في مكان مكشوف بينما يتطاير الغبار حولي، والرجل الذي يجلس أمامي ينظر لي نظرات مريبة!!

حسناً... مبدئياً ليس من حقي أن أتدخل في السياسة العليا للدولة والتي تنص على تخفيف أعداد الوافدين والاستغناء عن خدماتهم في الوزارات، فهذه الوزارة تنهي خدمات 70 وافدا دفعة واحدة، وتلك تنهي عقود 50 وافدا أيضاً، وهناك قانون ينص على عدم استقدام كبار السن كالتحاق بعائل أو كرت زيارة، وآخر ينص على عدم تجديد عقود الدرجة الثانية والثالثة ونظام المكافأة...وهذا كله من أجل التركيبة السكانية بالإضافة إلى العامل الأهم وهو الترشيد وتقليل الإنفاق.

ولكن من حقي أن أتدخل في وصف الحالة، لأن هذا لا علاقة له بالترشيد ولا علاقة له بتقليل الإنفاق، والسبب سيداتي آنساتي سادتي ببساطة هو أن ما نوفره مع هذه السياسة من أموال يذهب أدراج الرياح من خلال صفقة واحدة فاسدة لأحد أولئك الذين يتغنون بحب الكويت 23 ساعة ويعملون من أجلها ساعة واحدة، فتقارير ديوان المحاسبة كلها تقول لنا في ما بين السطور (ترشيد الإنفاق هنا لمن أراد أن يرى)، ولكننا لا نريد أن نرى لأن الإنسان عندما نظر للشمس واكتشف الحقيقة اخترع النظارة الشمسية!

وأتساءل والحيرة تملأ قلبي والفراغ يملأ جيبي... هل نحن جادون فعلاً في تحويل الكويت الى مركز مالي؟ كيف إذا كان العامل أو الموظف غير آمن على وظيفته أو على مصدر رزقه، ثم يجد نفسه فجأة مطرودا من وظيفته لأن الدولة قررت أن ترشد الإنفاق الحكومي، فأي مستثمر غبي هو ذلك الذي يفكر أن يستثمر في بلد (تفنش) العاملين لديها زرافات ووحدانا!! وكم من المبالغ الطائلة التي سندفعها لكي نعيد للكويت إعلاميا ودولياً فكرة الاستقرار الوظيفي؟ فحسب ما جاء في جريدة (القبس) فإن الكويت دفعت 102 مليون دينار لتحسين وتلميع صورتها في الخارج بعدما جاء ترتيبها تحت المتوسط العالمي.

وإليك عزيزي القارئ هذا الخبر الذي جاء في جريدة «الراي» الغراء التي يتمتع بها القراء حيث يقول (ذكر مصدر مسؤول أن إحدى الجهات انهت خدمات 40 من موظفيها الوافدين، المنضبطين بالدوام الرسمي وابقت أولئك المحسوبين على مسؤولين وأعضاء سابقين).

إننا لا يمكننا أن نطبق نظام التقشف وشد الحزام على أرزاق الناس بهذه الطريقة غيرالمدروسة، فهناك فرق بين شد الحزام للرقص على العواطف وبين شد الحزام للوقوف أمام الفساد، فعلينا أن نكون حذرين عندما نتخذ مثل هذه القرارات، لأن الذي نمارسه هنا لا علاقة له بالتقشف أو ترشيد الإنفاق...لأننا نحتاج ترشيد الفساد والواسطة (وإسهال) التصاريح الحكومية التي تعدنا بالأفضل دائماً، ورغم ذلك فكل شيء حولنا يقول (شغلتك على المدفع برررم)!!

حسناً عزيزي القارئ الهمام هل قرأت المقال سريعاً؟ أعد قراءته ببطء ثم ضعه سفرة لطعامك لأنه لا حياة لمن تنادي أو تصرخ أو تلطم!!

* سؤال للقراء:

ما هي أنجح وزارات وقطاعات الدولة برأيك؟ ولماذا؟

* قصة قصيرة:

وقفت بعض الوزارات أمام السيد الرئيس لتعرض أبحاثها وتقاريرها وأحوال قطاعاتها وخططها المستقبلية...تبسم الرئيس ضاحكا ثم أضاف:

ولكن أين هي أعمالكم؟ أين شغلكم على الأرض؟

الراي - محمد ناصر العطوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Search