منذ ما يقرب من 6 سنوات، اتخذ "أشرف أبو اليمين" قراره للسفر إلى الكويت بعد أن أغلقت أمامه الطرق في مصر، أملا في حياة أفضل كما يتمنى كل شاب، بعد أن أنهى تعليمه بحصوله على دبلوم التجارة، ومن ثم بدأ العمل في مجال السياحة والذي استمر لمدة 10 سنوات حتى جاءته فرصة السفر إلى الكويت.
ذاع صيت "أشرف" في الأيام القليلة الماضية بعد أن انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر اعتداء شخص كويتي عليه وتعريته وسبه بألفاظ نابية، وهو ما أثار غضب المصريين، ودفع سلطات الأمن الكويتية لإلقاء القبض علي الكويتي أبو عبدالله "بدون" الذي اعتدى على أشرف، وباشرت السلطات الكويتية التحقيق في الواقعة.
مصراوي أجرى أول حوار مع "أشرف" بعد انتهاء التحقيقات معه وخروجه من المخفر بالكويت للكشف عن تفاصيل الواقعة وتوضيح ملابساتها.
البداية:
يروي "أشرف" واقعة الاعتداء عليه، والتي مر عليها ما يقرب من سنة وشهران، إنه كان يعمل في شركة الثرايا بشارع يشبه شارع "عبد العزيز" بمصر، يضم عدد كبير من المحال التجارية التي تبتاع التليفونات المحمولة، وكان بينهم عُرف يتعاملون به ومتفق عليه بإمكانية أخذ أي تليفون من المحل المجاور له وبيعه وإعطاء صاحب المحل ثمنه، "المحلات هناك جنب بعضها وكلنا عارفين بعض وممكن حد منهم يجي ياخد مني تليفون وبعد ما يبيعه يعطيني حقه، وفي يوم الواقعة صباحا حصلت علي تليفون من محل سيدني التابع لأبو عبدالله لبيعه ولكن حصل اختلاف في السعر مع الزبون وقمت بوضع الموبايل في فاترينة المحل لحين إعادته مرة أخرى إلى محله الأصلي وكان في نيتي ارجعه لصاحبه تاني يوم وقفلت المحل وروحت".
زوار الفجر:
لم يكن يعلم "أشرف" أن صاحب المحل المجاور "أبو عبدالله" سيقوم بعمل جرد على بضاعته في ذات اليوم ليكتشف عدم تواجد التليفون المحمول والذي قال عنه الشاب الذي يعمل بمحله أنه أعطاه لأشرف لبيعه وهو ما دفعه للتوجه لمحله ليجده مغلق ما أثار غضبه واتخذ قرار بالتوجه لمنزله
يقول أشرف: "لقيت الباب بيخبط الساعة 2 بليل وكنت نايم بملابسي الداخلية فتحت الباب لقيته في وشي ومعه اثنين من رجالته مصريين واقفين معاه، وبحاول أفهم في ايه ضربني بالبوكس في وشي وأنا بقوله ايه الداخلة دي وأقاوم وبدافع عن نفسي وفجأة أمر واحد من رجالته بأنه يصور ولما رفض في البداية ضربه، وبدأ ضربي وشد ملابسي، وكان يمنع أي شخص من الدخول، جميعهم زملائي يسكنون في العقار المجاور".
هددني "سألقيك للكلاب"
لم تنتهِ واقعة الاعتداء عند ذلك الحد الذي وقف عنده الفيديو، "نزلني من البيت وركبنا عربيته ورجالته كانوا ماسكني من الحزام، ووجهي كان وارم من الضرب وكتفي فيه مشكلة، واستمر "أبو عبدالله" في تهديدي وأنه هيوديني عزبته الخاصة ويرميني للكلاب، ولما فكر إني ممكن بعدها أروح المغفر اشتكي على الاعتداء ضده، قرر أني أوقع على مبايعة بأني أخذت التليفون وبعته لصاحبه ولم أعطه حقه، وسمح لي بالنزول من سيارته".
مر علي الواقعة 5 أيام وسافر "أشرف " إلى مصر بعد أن تيقن أنه إذا شكى في المغفر عن الواقعة لن يصدقه أحد لأنه ليس معه دليل "رجالته كانوا سيشهدون معه ضدي اتحسبنت فيه ونزلت بلدي لإنهاء بعض المشاكل العائلية وكانت نفسيتي مدمرة، وحصلي حادث سيارة قعدت 5 شهور بدون حركة وسافرت مرة ثانية الكويت قبل انتهاء الإقامة".
العودة لللكويت:
قرر "أشرف" بعد عودته إلى الكويت مرة أخرى، الابتعاد عن المجال الذي كان يعمل به، " اشتغلت 3 شهور طباع في وزارة العدل في الكويت بعد ما رجعت ولكن كان لازم أمد إقامتي ولم يكن لديهم إمكانية لمد إقامتي فاضطررت لترك الشغل، واشتغلت بعدها كاشير في مطعم، حتى فوجئت بأن أمن الدولة الكويتي أخدوني بعد انتشار واقعة الفيديو ومكنتش شوفته على النت وقتها، ولما عرفت أنه انتشر مكنتش بآكل ولا أشرب وكان بيغمى عليا كتير بس لما عرفت أنه تم القبض على أبو عبدالله عرفت إن حقي هيجيلي وإن ربنا أظهر الموضوع علشان أخد حقي، وبالفعل محلاته اتشمعت كلها وهو الآن بالمخفر".
نشر الفيديو للانتقام:
وعن أسباب نشر الفيديو في هذا التوقيت بعد مرور سنة وشهرين، يقول "الراجل ده ظالم ناس كتير من كل الجنسيات وعامل لواحد قضية بـ14 ألف دينار وعرفت أنه كان معاه الفيديو بتاعي على فلاشة، وحذره قبل ما الفيديو يتنشر إنه إذا لم يتنازل عن القضية هينشر الفيديو ويوديه في داهية، وبالفعل لم يهتم أبو عبد الله بتهديده حتى تم نشر الفيديو بالفعل انتقاما منه".
يتابع أشرف: " كان ممكن أعمل محاضر للمصريين اللي نشروا الفيديو بس مرضتش اعمل كده لأنهم مظلومين منه برضو وبينتقموا منه، على الرغم من أن المحققين في المخفر قالولي اعمل محاضر لكل من صور ونشر الفيديو، ولكني رفضت لأنهم مصريين زيي ومظلومين ومغلوبين على أمرهم وبينتقموا من أبو عبدالله وربنا أظهر الحق واتقبض عليه ومحلاته اتشمعت كلها ووفقا للمحاميين فعقوبته لن تقل عن السجن 10 سنوات".
تهديدات جديدة:
وعلى الرغم من أنه تم القبض على أبو عبد الله، إلا أن تهديداته لن تنتهي ولكنها تأتي هذه المرة من قبل محاميه، "اتعرض عليا 30 ألف دينار مقابل التنازل عن القضية من قبل محامي أبو عبد الله ولكني رفضت ومصمم على انتهاء التحقيقات والحكم عليه بعقوبة ومش هرجع مصر إلا لما آخد حقي".
وبنبرة تملكها الحزن استنكر "أشرف" تعليقات البعض حول عدم دفاعه عن نفسه أثناء الفيديو، "أنا دافعت عن نفسي أول ما دخل عليا ولكن أنا كان وضعي هيبقى إيه لو تهورت وسحبت سكينة وضربته كنت هتحول لقاتل، أنا بحمد ربنا على وضعي دلوقتي وإني اتحكمت في نفسي ومهما كان مينفعش اتحول لمجرم علشان موبايل وأنا حكمت عقلي".
رسالة للحكومة المصرية:
"الحكومة المصرية هي اللي مرخصانا".. قالها أشرف بعد أن تذكر واقعة المصري الذي تم دهسه بالسيارة، "لو كان لهم موقف في الحفاظ على حقوق المصريين بالخارج لما تعرض أي منا إلى الضرب وقبل ما حد يمد ايده على أي مصري في الخارج كان هيبقى عارف انه ليه سفارة هتجيبله حقه، والغربة مش سهلة أبدا وعلينا ضغوط نفسية وعصبية، ومفيش إجازات والشغل بيتمد لمدة 12 ساعة والراتب 160 دينار لا يكفي شيء في وسط الغلاء الحالي، لكن احنا مغلوبين على أمرنا وهي بلدهم".
وأخرى لأصحاب الأعمال:
وفي رسالة من "أبو اليمين" إلى أصحاب الأعمال الذين يتعاملون بشكل متعسف مع العاملين لديهم، "اتقوا ربنا في اللي شغالين معاكم وتعاملوا معهم بضمير واحنا مش عايزين غير حقنا وبس، وأن البعض بيدوسوا على رقبة العاملين، حتى أن وصل الأمر أن اتخصمله يومين عندما كان محتجز بسبب القضية لإنهاء التحقيقات".
مصراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق