السبت، 18 يونيو 2016

... ورحل «الوافدون»! ..بقلم : عبدالله عيسى الحبيل


| عبدالله عيسى الحبيل |
من المعروف أن طلب الرزق، طريقه التعب والمشقة وإن استدعى ذلك الغربة. وتعتبر دولة الكويت من البلدان التي أنعم الله عليها بالخيرات منذ القدم مع اكتشاف أول بئر نفط، حيث أصبحت محط أنظار العالم في شكل عام، وما زالت ولله الحمد والمنة قيمة «الدينار» قوية وثابتة رغم الظروف المحيطة بنا.
ارتفع بعض الرسوم الخاصة بالدولة في شكل عام، وتم تقليص الإنفاق العام بقدر الإمكان نظير هبوط سعر البرميل، وأصبح التوجه لوضع سياسة مالية متكاملة حديثة، كي نستطيع أن نتماشى ونتأقلم مع هذا الظرف الذي مس الجميع من دون استثناء ولكي لا نقع بالمشكلة نفسها مستقبلاً. بمعنى ان هذا الظرف والتوجه مس الوافد أيضاً، ولم يقتصر على المواطن فقط.
لا نختلف على رفع رسوم بعض الخدمات، لكن لا بد وأن ندرك أمراً مهماً جداً في المقابل، وهو أن الحاجة «مشتركة وتبادلية في طبيعتها»، بمعنى أنه مثلما يحتاج الوافد للعمل والعيش في بلدنا العزيز، نحن أيضاً بحاجة اليه. ففي حال إذا اكتشف الوافد أن وجوده في البلد سيكلفه فوق طاقته ولم يمكنه من الادخار، فمن الطبيعي أن يغادر إلى بلد آخر.
لنتأمل بعنوان المقال قليلاً، ولنتخيل رحيل الوافدين، ماذا سيحصل؟ نعم، المواطن أولى بالوظيفة، ولكن ليست كل الوظائف تتناسب مع المواطن، فهناك وظائف ذات طبيعة خاصة، وهناك أيضاً وظائف تخصصية بتخصصات دقيقة وليست متوفرة أساساً، ما يتناسب مع المواطن من وظائف سواء من حيث التخصص أو طبيعة العمل، هنا لا بد أن يمنع تعيين الوافد بها في حال إذا أصابت البطالة المواطنين.
مما تقدم، لا بد أن نفصل بهذه الإجراءات والرسوم في شكل عام، حيث يستثنى اصحاب التخصصات النادرة وطبيعة العمل الخاصة التي لا تتناسب مع المواطن، طبقاً لما كان معمولاً به سابقاً، أما البقية فأهلاً وسهلاً بهم في بلدهم الثاني طبقا للقرارات المستحدثة، لأن الوافد سواء كان تاجراً أو موظفاً، إذا لم تسعفة هذه الإجراءات والدخل الشخصي، لن تكون البلد وجهته بل سينظر إلى وجهات أخرى.
نرجو من الجهات المعنية أن تعيد النظر بهذا الموضوع المهم، ويجب أن تتضافر جهود وزارة التخطيط وديوان الخدمة المدنية وبرنامج إعادة الهيكلة، إذ أنها الجهات التي تختص بتحديد المهن والوظائف التي ستحتاجها الكويت لخمس أو عشر سنوات مقبلة، نظير المشاريع الضخمة التي ستنشأ والمخطط لها، سواء أكانت إسكانية، طبية، تعليمية، رياضية، ترفيهية، سياحية، او ثقافية... وهل نحن بحاجة لزيادة عدد الوافدين أم تقليصهم؟

T:@a_e_alhubail

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Search