طوبى للكويت ..بقلم: عدنان عبدالله العثمان
ق.س
على هامش ملتقى الكويت السابع للأيتام تشرفت بإلقاء كلمة المتبرعين ولم أجد تعبيراً من القلب أصدق من هاتين الكلمتين: طوبى للكويت. وكيف لا يكون للكويت طوبى؟ فأميرها قائد الإنسانية، وشعبها معطاء كريم، ومؤسساتها راعية للعمل الخيري. فقد مضت عشرة أعوام على اتفاقيتنا كأسرة آل العثمان، من خلال ثلث والدنا ـــ رحمه الله ـــ مع بيت الزكاة؛ ليقوم بتنفيذ كل مشاريعنا الخيرية داخل الكويت وخارجها. وللعلم فإن بيت الزكاة بتنفيذ مشاريعه يستعين بجمعيات خيرية كويتية وأجنبية، من خلال آلية دقيقة تدخل فيها تزكيات سفارات دولة الكويت وكذلك موافقة ورقابة وزارتي الخارجية والشؤون. فالنظام العالمي الآن يتتبع مصدر أموال العمل الخيري، وقد يقع المتبرع ذو النية الحسنة تحت طائلة القانون الدولي إذا ما تبين تمويل الجهة المتبرع لها لجماعات متطرفة. ومن تجربتي الشخصية مع بيت الزكاة فقد وجدت كمتبرع الحماية والالتزام. فقد تعثّر مشروع لنا في إحدى الدول، فما كان من بيت الزكاة إلا أن أعاد المبلغ بالكامل لحساب الثلث من دون أي مشاكل. فعندما توفّر الدولة مؤسسة رسمية للتبرع «ليش أروح يمين وشمال وأعرّض نفسي لمشاكل قانونية؟» وأنصح، ومن القلب، المتبرعين بالحذر والتأكد ان اموال تبرعاتهم بيد امينة. ونحن الآن بهذا الشهر الفضيل وعندنا بيت للزكاة أعتقد الطريق واضح يالربع!
وأيضاً على هامش الملتقى تسنى لي اللقاء لأول مرة بوزير العدل الدكتور يعقوب الصانع، الذي دائما ما أطلق عليه لقب الوزير الشاب. والصراحة لا يسعني إلا أن أبدي مدى إعجابي بالوزير، لا من مصلحة، فأنا أمشي دائماً على القانون وآخذ حقي بالقانون فلا حاجة لي بأحد. لكن كمواطن ليس له بالسياسة من دروب، استغربت تسلم شخصية مستقلة لا تتبع تيارا سياسيا وزارتي العدل والأوقاف، مما أعادنا بالذاكرة إلى الستينات والسبعينات. وللتاريخ أعرض تجربتي مع معالي الوزير، فلدى تسلمه الوزارة ورث ملفاً متضخّماً من المشاكل والاتهامات المتبادلة يخص إدارة ثلث والدي رحمه الله، فما الذي فعله الوزير يختلف عما فعله سابقوه؟ هو شكل لجنة تقصّي حقائق يرأسها مستشار من محكمة الاستئناف وعضوية ثلاثة من رجال القانون. قالت اللجنة كلمتها، وقال الوزير كلمته بناءً على الحقائق فأصلح ما أتلفه الزمن وأعاد الحقوق. فالآلية المهنية التي اتبعها في الإدارة ما جاءت بناءً على مبدأ «هذا ولدنا وهذولا جماعتنا»، سمع من كل الأطراف ولم يكتفِ بطرفٍ واحد، أقال وعين بمهنية وعدالة ومن دون تحيز. تلك هي تجربتي الشخصية مع وزير وسطي لم ألتقِه في حياتي قبل التقائنا بهذا الحفل.
.. ومن القلب، أتمنى ان ارى دائما في هذا الوطن وزراء مثل هذا الوزير!
عدنان عبدالله العثمان
info@adnanalothman.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق