وافد... «نصاب»! بقلم ضارى الشريدة
ضاري الشريدة
نعاني في الكويت منذ زمن، أزمة تمييز تقع في أشراكها بعض الجهات الحكومية من دون أن تدري. وهذا التمييز قد يسيء لسمعة الكويت أو قد يعرضها لانتقادات الكثير من المنظمات الإنسانية الدولية. فحينما يسرق الوافد أو يرتكب جرماً ما، يتم نشر صوره وجنسيته وكل تفاصيله أمام الملأ... قد تكون قضية النشر جزءاً من العقوبة، لكن حينما تطبق على فئة دون أخرى أو على جنسيات معينة دون غيرها، يصبح الأمر تمييزاً بغيضاً يفترض أن نتحاشاه خصوصاً في دولة الكويت.
كثيرة هي عمليات النصب والاحتيال من حولنا، لكن لم يجرؤ أحد على فضح تلك الأسماء أو نشرها من باب العقوبة وليس من باب التشهير. كثيرون هم السراق والمرتشين وتجار المخدرات وغيرها من الممنوعات، ناهيك عن المتاجرين بصحة البشر من خلال بيع مواد غذائية فاسدة لا تصلح للإستهلاك الآدمي، ومع ذلك لم نر صورهم ولم يتم فضحهم، على الأقل ليتم إتقاء شرهم!
الوافد الذي انتشرت صوره اخيراً، والذي جمع مبالغ ضخمة من التبرعات من خلال «الإحتيال الطائفي»، يستحق عقوبة رادعة نظير ما اقترفته يداه، ولكن الناس الذين سلموه عقولهم بكل براءة وسذاجة، هم أيضا بحاجة لعقاب حتى يستفيقوا ويصبحوا أكثر حرصا وتيقظا في المرات المقبلة. فالحكومة ممثلة بوزارتي الشؤون والأوقاف أوضحت وبينت قنوات التبرع الرسمية، وبالتالي، فإن المتبرع الذي يلجأ إلى هؤلاء المحتالين قد يضمن حصوله على أجر التبرع لحسن نيته، لكنه لا يضمن وصول التبرعات إلى أولئك المنكوبين واللاجئين المساكين... فكم تاجروا بقضيتهم. وكم استغل البعض ضعفهم، وكم امتهنت كراماتهم في دول عربية وغير عربية؟
هذا النصاب أو غيره استغل ثلاثة أمور ونجح من خلالها، الأول استغلال قضية إنسانية كقضية الشعب السوري، والثاني استعطاف الناس من بوابة الدين، فتارة يظهر بأنه شيخ دين سني وتارة يظهر بأنه رجل دين شيعي. والأمر الثالث سذاجة وبساطة أولئك البشر الذي تمكن من الإستيلاء على أموالهم بسهولة بالغة، وغادر بعدها ليبعثر تبرعاتهم في صالات القمار في إحدى دول المغرب العربي!
في النهاية:
كإنسان أولا وكمواطن كويتي ثانياً، أرفض أن يتم الإتهام أو تعميم الإتهام على كل الإخوة الوافدين، فكثيرون هم الشرفاء، وإذا كان غرض نشر صور المجرمين هو التشهير والفضح، فليتم نشر صور كل مجرم وكل منتهك للقانون، سواء كان كويتياً أو وافداً على حد سواء.
d_alsheredah@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق